ولد أحمد سعده (كنايه لأمه سعده عبدالله الهبيل) قبل 10
سنوات من قيام دولة إسرائيل ... بعمر الزهور والبراءة كان يعايش انتشار السم في
أرضه ... يرى ثكناتهم وهجماتهم ... عاشت الصورة في قلبه فأحيته ... رأى بام عينيه
كيف بسبب ذلك السم هاجر من قريته ومسقط رأسه بقرية الجورة بضواحي مدينة المجدل ...
وانتقل لقطاع غزة
وما لبث كثيراً حتى واعده القدر المحتوم بأن يصاب بشلل شبه
كامل وهو إبن الرابعة عشر إثر حادث ألمّ به وهو يمارس رياضته على شواطيء غزة
الأبيّة
لكن الشلل أصاب جسده فقط ... ولم يأثر على عزيمته وبصيرته ... أكمل
مسيرته رغم معاناة الإعاقة ... حتى تخرّج ليعمل مدرساً بوكالة الغوث بالقطاع للغة
العربية والتربية الإسلامية ...
وفي فترة العدوان الثلاثي على مصر
... شارك "المُقعد" ... بمضاهرات حاشده تندد بالعدوان الغاشم على مصر ... وكان
يرتجل الخطابات ويشحذ الهمم ... وكان صوته جهوراً وكلماته رنانه تتسلل للأفئدة بدون
حواجز.
لكن الأيدي الصديقة إغتالته ... فقد اتهمته السلطات المصرية حينما
كانت تشرف على أمن غزة بأنه منتمي لجماعة الأخوان المسلمين ... وضربت به في غياهب
السجون عام 1965م ... وهو "المُقعد".
كان إعتقاله ظالماً ... لأنه وقف بكل
ما أوتي من قدره مع مصر ... ومن ثم اعقلته مصر ... وحين خرج من المعتقل قال عن
إعتقاله ( إنها عمقت في نفسي كراهية الظلم، وأكدت فترة الاعتقال أن شرعية أي سلطة
تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية).
وفي حين كان الرجال
يهربون من غزة بسبب تسلط جمال عبدالناصر على من يسميهم الإخوان المسلمين في غزة ...
كان لـ"المُقعد" رأي آخر ... فقد رأى أن تلك الأرض تستحق الجهاد والتضحية .. لأنها
هي الحياة وغيرها هو الموت والفناء
ارتبط بربه وهو ناصره ... كيف لا وهو
الناصر سبحانه ... فبعد هزيمة العرب عام 1967م والتي احتل الصهاينة كامل الأراضي
الفلسطينية ومنها قطاع غزة ... واصل "المُقعد" نشاطه الخطابي والجهادي وشحذ الهمم
... فجمع التبرعات وساعد أسر الأسرى ...
فذاع صيته وتألفت عليه
قلوب المؤمنين حتى ترأس المجمع الإسلامي في غزة لأهليته العقلية والدينية ... ولم
يتوقف عند ذلك فحسب فهو لم يكن طموحه المنصب ولا الصيت ... فقد عمل لتكوين تنظيم
إسلامي "صرف" هدفه تحرير فلسطين ... واطلق عليه اسم "حركة المقاومة
الإسلامية"(حماس) ... إمتداداُ لحركة الإخوان المسلمين والتي أنشأها حسن البنا رحمه
الله والذي أغتيل على أيدي الحكومة المصرية عام 1949م ... وبدأت أول حملات حماس
بتخطيط من الزعيم الروحي "المُقعد" بإنتفاضة المساجد ...
كان من أهم قناعاته هو
تسليح الشعب الفلسطيني والإعتماد على الرجال الفلسطينيين وعدم إلتماس المساعدات
الخارجية ... ولم يهمل البعد العربي والإسلامي في تحرير فلسطين. في حين كان يغفل
أهمية وفاعلية الجانب الدولي في تحرير فلسطين ... وقد قال رأيه الموقف العربي :
(لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب إسرائيل السلاح من أيدينا بحجة أنه لا
ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا وراحت
العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا
بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث) ... وقد صدق وما نشاهده اليوم هو مصداق لقول
"المُقعد".
وتوالت أعمال حماس الموفقه بتوفيق الله ... حتى لم
يجد الكيان الصهيوني بد من إعتقال "المُقعد" ... فداهمت بيته عام 1988م وفتشته
وهددته بنفيه إلى لبنان... لكن "المُقعد" لم يكن هدفه شخصي أو بحثاً خلف المناصب
والأموال ... فلم يكترث بالتهديد وزاد من عمليات قتل الجنود الإسرائيلين وتصفية
العملاء المتعاونين مع المحتل الصهيوني حتى قام اليهود باعتقاله عام 89م مع المئات
من أعضاء وكوادر وقيادات حركة حماس.
وأصدرت الحكومة
الإسرائيلية في عام 91م حكماً بسجن "المُقعد" مدى الحياة بالإضافة إلى 15 عاما أخرى
وذلك بسبب تحريضه على اختطاف وقتل الجنود الإسرائيلين و تأسيس حركة المقاومة
الإسلامية حماس والتي فتحت صفحة جديدة من تاريخ الجهاد الفلسطيني المشرق. لكن
الكيان الصهيوني أرغم على الإفراج عن "المُقعد" عام 97 م وذلك مقايضة بعملاء
الموساد الذين قبض عليهم من قبل أبطال حماس أثناء عمليه للموساد كانت تستهدف إغتيال
رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في عاصمة الأردن عمّان.
وجاء الدور الآن لضرب
الفلسطينيين بعضهم ببعض ... فأرغمت السلطة الفلسطينية الإقامة الجبرية على
"المُقعد" ... ولم يجد "المُقعد" بد من تلبية الطلب كي لا يشق وحده صف الفلسطينيين
... فلله دره
وفي عام 2003 شنت غاره
اسرائيلية هجوما استهدف موقع يتواجد فيه "المُقعد" ... ولكن المحاولة فشلت ...
وأعلنت السلطات الإسرائيلية وبكل تبجح أن "المُقعد" كان هو
الهدف...
وفي عام 2004 وتحديداً في اليوم الأول من شهر صفرلعام
1425هـ ... نجح الكيان الصهيوني في تصفيه "المُقعد" وذلك بعملية قذره ترأسها المسخ
آرييل شاروون ... معلنة بذلك انتصارها الكبير على الرجل "المُقعد" ... الأمر الذي
جعل إسرائيل تعلن حالة الطواريء القوى تحسباً لأي ردة فعل بسبب أتباع "المُقعد" ...
وما علموا انهم اغتالوا الكرسي ... أما الشهيد فهو عند ربه حي
يرزق
رحم الله المجاهد "المُقعد" الشيخ أحمد ياسين ... فقد أقض
مضاجع دولة كاملة بعدها وعتادها ... وهو لا يتحرك فيه إلا عينين ولسان فقط ... لكن
يحمل بين حناياه قلباً مؤمناً بربه ... ناصر ربه فنصره على عدوه ... واستشهد البطل
وهو خارج من مسجد المجمّع الاسلامي بحي الصّبرة عن عمر يناهز 65 سنة
عمر زاخر وتاريخ حافل
بالشموخ والنصر ... امتد لأكثر من نصف قرن ... لكنه لم يتوقف باستشهاده ... فقد سخر
روحه وعمره لزرع بذره جهاد اسلامي في غزة نرى نتائجه بالأمس واليوم ... وسنرى النصر
إن شاء الله
رحمك الله يا شيخ
الجهاد والعزة ... رحمك الله يا أحمد ياسين
سنوات من قيام دولة إسرائيل ... بعمر الزهور والبراءة كان يعايش انتشار السم في
أرضه ... يرى ثكناتهم وهجماتهم ... عاشت الصورة في قلبه فأحيته ... رأى بام عينيه
كيف بسبب ذلك السم هاجر من قريته ومسقط رأسه بقرية الجورة بضواحي مدينة المجدل ...
وانتقل لقطاع غزة
وما لبث كثيراً حتى واعده القدر المحتوم بأن يصاب بشلل شبه
كامل وهو إبن الرابعة عشر إثر حادث ألمّ به وهو يمارس رياضته على شواطيء غزة
الأبيّة
لكن الشلل أصاب جسده فقط ... ولم يأثر على عزيمته وبصيرته ... أكمل
مسيرته رغم معاناة الإعاقة ... حتى تخرّج ليعمل مدرساً بوكالة الغوث بالقطاع للغة
العربية والتربية الإسلامية ...
وفي فترة العدوان الثلاثي على مصر
... شارك "المُقعد" ... بمضاهرات حاشده تندد بالعدوان الغاشم على مصر ... وكان
يرتجل الخطابات ويشحذ الهمم ... وكان صوته جهوراً وكلماته رنانه تتسلل للأفئدة بدون
حواجز.
لكن الأيدي الصديقة إغتالته ... فقد اتهمته السلطات المصرية حينما
كانت تشرف على أمن غزة بأنه منتمي لجماعة الأخوان المسلمين ... وضربت به في غياهب
السجون عام 1965م ... وهو "المُقعد".
كان إعتقاله ظالماً ... لأنه وقف بكل
ما أوتي من قدره مع مصر ... ومن ثم اعقلته مصر ... وحين خرج من المعتقل قال عن
إعتقاله ( إنها عمقت في نفسي كراهية الظلم، وأكدت فترة الاعتقال أن شرعية أي سلطة
تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية).
وفي حين كان الرجال
يهربون من غزة بسبب تسلط جمال عبدالناصر على من يسميهم الإخوان المسلمين في غزة ...
كان لـ"المُقعد" رأي آخر ... فقد رأى أن تلك الأرض تستحق الجهاد والتضحية .. لأنها
هي الحياة وغيرها هو الموت والفناء
ارتبط بربه وهو ناصره ... كيف لا وهو
الناصر سبحانه ... فبعد هزيمة العرب عام 1967م والتي احتل الصهاينة كامل الأراضي
الفلسطينية ومنها قطاع غزة ... واصل "المُقعد" نشاطه الخطابي والجهادي وشحذ الهمم
... فجمع التبرعات وساعد أسر الأسرى ...
فذاع صيته وتألفت عليه
قلوب المؤمنين حتى ترأس المجمع الإسلامي في غزة لأهليته العقلية والدينية ... ولم
يتوقف عند ذلك فحسب فهو لم يكن طموحه المنصب ولا الصيت ... فقد عمل لتكوين تنظيم
إسلامي "صرف" هدفه تحرير فلسطين ... واطلق عليه اسم "حركة المقاومة
الإسلامية"(حماس) ... إمتداداُ لحركة الإخوان المسلمين والتي أنشأها حسن البنا رحمه
الله والذي أغتيل على أيدي الحكومة المصرية عام 1949م ... وبدأت أول حملات حماس
بتخطيط من الزعيم الروحي "المُقعد" بإنتفاضة المساجد ...
كان من أهم قناعاته هو
تسليح الشعب الفلسطيني والإعتماد على الرجال الفلسطينيين وعدم إلتماس المساعدات
الخارجية ... ولم يهمل البعد العربي والإسلامي في تحرير فلسطين. في حين كان يغفل
أهمية وفاعلية الجانب الدولي في تحرير فلسطين ... وقد قال رأيه الموقف العربي :
(لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب إسرائيل السلاح من أيدينا بحجة أنه لا
ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا وراحت
العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا
بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث) ... وقد صدق وما نشاهده اليوم هو مصداق لقول
"المُقعد".
وتوالت أعمال حماس الموفقه بتوفيق الله ... حتى لم
يجد الكيان الصهيوني بد من إعتقال "المُقعد" ... فداهمت بيته عام 1988م وفتشته
وهددته بنفيه إلى لبنان... لكن "المُقعد" لم يكن هدفه شخصي أو بحثاً خلف المناصب
والأموال ... فلم يكترث بالتهديد وزاد من عمليات قتل الجنود الإسرائيلين وتصفية
العملاء المتعاونين مع المحتل الصهيوني حتى قام اليهود باعتقاله عام 89م مع المئات
من أعضاء وكوادر وقيادات حركة حماس.
وأصدرت الحكومة
الإسرائيلية في عام 91م حكماً بسجن "المُقعد" مدى الحياة بالإضافة إلى 15 عاما أخرى
وذلك بسبب تحريضه على اختطاف وقتل الجنود الإسرائيلين و تأسيس حركة المقاومة
الإسلامية حماس والتي فتحت صفحة جديدة من تاريخ الجهاد الفلسطيني المشرق. لكن
الكيان الصهيوني أرغم على الإفراج عن "المُقعد" عام 97 م وذلك مقايضة بعملاء
الموساد الذين قبض عليهم من قبل أبطال حماس أثناء عمليه للموساد كانت تستهدف إغتيال
رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في عاصمة الأردن عمّان.
وجاء الدور الآن لضرب
الفلسطينيين بعضهم ببعض ... فأرغمت السلطة الفلسطينية الإقامة الجبرية على
"المُقعد" ... ولم يجد "المُقعد" بد من تلبية الطلب كي لا يشق وحده صف الفلسطينيين
... فلله دره
وفي عام 2003 شنت غاره
اسرائيلية هجوما استهدف موقع يتواجد فيه "المُقعد" ... ولكن المحاولة فشلت ...
وأعلنت السلطات الإسرائيلية وبكل تبجح أن "المُقعد" كان هو
الهدف...
وفي عام 2004 وتحديداً في اليوم الأول من شهر صفرلعام
1425هـ ... نجح الكيان الصهيوني في تصفيه "المُقعد" وذلك بعملية قذره ترأسها المسخ
آرييل شاروون ... معلنة بذلك انتصارها الكبير على الرجل "المُقعد" ... الأمر الذي
جعل إسرائيل تعلن حالة الطواريء القوى تحسباً لأي ردة فعل بسبب أتباع "المُقعد" ...
وما علموا انهم اغتالوا الكرسي ... أما الشهيد فهو عند ربه حي
يرزق
رحم الله المجاهد "المُقعد" الشيخ أحمد ياسين ... فقد أقض
مضاجع دولة كاملة بعدها وعتادها ... وهو لا يتحرك فيه إلا عينين ولسان فقط ... لكن
يحمل بين حناياه قلباً مؤمناً بربه ... ناصر ربه فنصره على عدوه ... واستشهد البطل
وهو خارج من مسجد المجمّع الاسلامي بحي الصّبرة عن عمر يناهز 65 سنة
عمر زاخر وتاريخ حافل
بالشموخ والنصر ... امتد لأكثر من نصف قرن ... لكنه لم يتوقف باستشهاده ... فقد سخر
روحه وعمره لزرع بذره جهاد اسلامي في غزة نرى نتائجه بالأمس واليوم ... وسنرى النصر
إن شاء الله
رحمك الله يا شيخ
الجهاد والعزة ... رحمك الله يا أحمد ياسين