دلت الآثار الحميرية القديمة أن أول من بنى السد هو «علي ينوف» وابنه «تبع آمر» عام 700 قبل الميلاد
اقترن ذكر سد مأرب عبر التاريخ بـ«سبأ»، وسبأ عند النسابة «أبو حمير وكهلان» وتسللت أنساب أهل اليمن جميعاً وبلقيس وان اختلف الناس في اسمها وحقيقتها وتفاصيلها فهي «ملكة سبأ«.
آخر دولة في اليمن قبل الإسلام عرفت بـ«دولة حمير» وهم «ذوو ريدان» ويذكر الاخباريون العرب والمؤرخون أن حضارة اليمن موغلة في القدم وأن (قحطان) أول من ملك أرض اليمن وأول من تتوج بها.
«قحطان» هو جد «عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان» الذي تسمى بسبأ وهو الذي بنى سد مأرب.
وكان العقب والذكر والملك لولديه (حمير- وكهلان)، إن هذه الحضارة تركزت أولاً في المناطق الشرقية في اليمن حيث تلتقي سفوح الجبال والصحراء على ضفاف الوديان التي تسيل من الجبال باتجاه الصحراء وتسمى تلك الصحراء ب«مغازة صيهد».
أهم الأودية التي تسيل باتجاه الصحراء هي «وادي أذنة» «وادي بيحان» «وادي مرخة» «وادي مذاب».
وعلى وادي أذنة قامت مدينة «مأرب» عاصمة السبئيين.
وعلى وادي بيحان كانت تقع مدينة «تمنع» عاصمة القتبانيين.
وعلى وادي مذاب كانت تقع مدينة «قرناو» عاصمة المعينيين.
وتم بناء سد مأرب القديم على مراحل كانت بدايتها في «الألف الأول قبل الميلاد» ثم تطور السد بعد ذلك حتى اتخذ شكله النهائي والكامل بجميع مرافقه ومصارفه في« القرن الخامس قبل الميلاد» في عهد المكرب «سمهعلي ينوف بن ذمار علي» والمنقوش اسمه على صخرة فوق الصدف الأيمن للسد القديم.
وقد شهد سد مأرب ترميمات عديدة أبرزها:
- الترميم الأول في «المائة الأولى قبل الميلاد» في عهد الملك «ياسر يهنعم» ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنة.
- الترميم الثاني سنة «ثلاثمائة بعد الميلاد» في عهد الملك «شاران يهنعم» وابنه ملكي يكرب.
- الترميم الثالث سنة «أربعمائة وسبع وخمسين بعد الميلاد» في عهد الملك «شرحبيل يعقر».
- الترميم الأخير في عهد «أبرهة الأشرم» أحد قادة الحملة الحبشية على اليمن واستقل بحكمها وتلقب بلقب ملوكها ومذكور ذلك في النقش المدون بحرف المسند عام (557) بعد الميلاد.
مقاسات السد القديم:
يبلغ ارتفاعه (18) متراً، وطوله بين الصدفين نحو (700) متر، وكان يروي نحو (10.000) هكتار من أراضي الجنتين.
وقد شيد السد على وادي (أذنة) بين الجبلين (البلق الشمالي والبلق الوسط)، وجبال البلق هي سلسة من الجبال تؤلف الحاجز الأخير للمرتفعات الشرقية قبل أن تلتقي بالصحراء. وهناك وديان تصب في (وادي أذنة) يصل عددها إلى سبعين وادياً تقريباً.
وإذا أردنا أن نستعرض المنشآت الأساسية للسد القديم.. فيمكن الإشارة إلى:
- سد مأرب نفسه أي جدار السد الذي يحجز الوادي.
- المصرفان الكبيران (الصدفان) اللذان تخرج بواسطتهما المياه من جانبي السد.
- القناتان الرئيسيتان اللتان تربطان المصرفين بالجنتين.
- شبكة الري المؤلفة من القنوات الفرعية التي تروي القرى والحقول.
- حقول الجنتين (يمين وشمال) بأشكالها المربعة والمستطيلة بأرض الجنتين بوادي سبأ.
حقائق وأرقام عن سد مأرب القديم:
دلت الآثار الحميرية القديمة أن أول من بنى السد هو (علي ينوف وابنه تبع آمر) وذلك في عام (700) قبل الميلاد وكان يسمى حينذاك (عرما يمأرب).
وقد أعيد ترميم السد أربع مرات نتيجة الفيضانات الكبيرة، وقد قام بالترميم الرابع أبرهة الحبشي في عام (557) بعد الميلاد.. حيث بلغ ارتفاع السد القديم (18) متراً، وطوله (600) متر، ومساحة بحيرة السد قديماً (مشاركه مميزة كيلو مترات مربعة، في حين السعة الإجمالية لحوض التخزين يصل إلى (55) مليون متر مكعب، أما حجم الطمي النازل سنوياً إلى داخل بحيرة السد حوالى مليوني ونصف متر مكعب، ويبلغ متوسط قوة اندفاع السيول في السد لمدة عامين حوالى (950) متراً مكعباً في الثانية ومتوسط عشر سنوات (3750) متراً مكعباً في الثانية، ومتوسط مائة عام حوالى (7250) متراً مكعباً في الثانية.
ولهذا فطاقة أي سد عادي حينئذٍ لا تقدر على استيعاب تلك السيول وطميها وقوة اندفاعها بل أن جسم أي سد عادي لا يمكن أن يصمد أمامها لفترة أكثر من قرن، ولهذا فإن سد مأرب العظيم قد صمم وشيد بدقة ومتانة وإحكام بحيث يخدم الغرض منه قروناً طويلة وبحيث لا ينهدم السد ومرافقه جميعها وإن انكسر جداره مرة في كل قرن وإنما يكون الانكسار بمثابة (تنفيس) لباطن السد الممتلئ بالطمي وبعد هذا الانفجار يمكن إزالة الطمي بواسطة الأيدي العاملة وبحسب الإمكانات المتاحة والمتوافرة آنذاك.
في حين تقدر قدرة طاقة القناتين الرئيسيتين معاً بحوالى (60) متراً مكعباً في الثانية، أما مساحة الأراضي التي كان يسقيها السد قديماً بحوالى(10.000) هكتار، ومساحة الأراضي الواقعة على يمين الوادي (الجنة اليمنى) أكبر من مساحة الأراضي الواقعة على يسار الوادي (الجنة اليسرى)، وكانت الأراضي المزروعة آنذاك تكفي لإطعام من (30.000) إلى (50.000) نسمة.
سد مأرب الجديد:
شيد في عهد الرجل الصالح محقق الوحدة اليمنية والتنمية والديمقراطية فخامة الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله وبدعم الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله حيث تم افتتاحه وتدشينه يوم الأحد 21 ديسمبر 1986م.
صور تفصيلية لموقع وبقايا سد مأرب العظيم رمز التاريخ اليمني
موقع السد القديم
صورة اخرى
البوابة الجنوبية لا زالت باقية تشهد على قوة وحكمة وحضارة مدنية لم يشهد التاريخ لها مثيل الصورة من اعلى
صورة من اسفل
اتمنى لكم الفائده
وشكرا
اقترن ذكر سد مأرب عبر التاريخ بـ«سبأ»، وسبأ عند النسابة «أبو حمير وكهلان» وتسللت أنساب أهل اليمن جميعاً وبلقيس وان اختلف الناس في اسمها وحقيقتها وتفاصيلها فهي «ملكة سبأ«.
آخر دولة في اليمن قبل الإسلام عرفت بـ«دولة حمير» وهم «ذوو ريدان» ويذكر الاخباريون العرب والمؤرخون أن حضارة اليمن موغلة في القدم وأن (قحطان) أول من ملك أرض اليمن وأول من تتوج بها.
«قحطان» هو جد «عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان» الذي تسمى بسبأ وهو الذي بنى سد مأرب.
وكان العقب والذكر والملك لولديه (حمير- وكهلان)، إن هذه الحضارة تركزت أولاً في المناطق الشرقية في اليمن حيث تلتقي سفوح الجبال والصحراء على ضفاف الوديان التي تسيل من الجبال باتجاه الصحراء وتسمى تلك الصحراء ب«مغازة صيهد».
أهم الأودية التي تسيل باتجاه الصحراء هي «وادي أذنة» «وادي بيحان» «وادي مرخة» «وادي مذاب».
وعلى وادي أذنة قامت مدينة «مأرب» عاصمة السبئيين.
وعلى وادي بيحان كانت تقع مدينة «تمنع» عاصمة القتبانيين.
وعلى وادي مذاب كانت تقع مدينة «قرناو» عاصمة المعينيين.
وتم بناء سد مأرب القديم على مراحل كانت بدايتها في «الألف الأول قبل الميلاد» ثم تطور السد بعد ذلك حتى اتخذ شكله النهائي والكامل بجميع مرافقه ومصارفه في« القرن الخامس قبل الميلاد» في عهد المكرب «سمهعلي ينوف بن ذمار علي» والمنقوش اسمه على صخرة فوق الصدف الأيمن للسد القديم.
وقد شهد سد مأرب ترميمات عديدة أبرزها:
- الترميم الأول في «المائة الأولى قبل الميلاد» في عهد الملك «ياسر يهنعم» ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنة.
- الترميم الثاني سنة «ثلاثمائة بعد الميلاد» في عهد الملك «شاران يهنعم» وابنه ملكي يكرب.
- الترميم الثالث سنة «أربعمائة وسبع وخمسين بعد الميلاد» في عهد الملك «شرحبيل يعقر».
- الترميم الأخير في عهد «أبرهة الأشرم» أحد قادة الحملة الحبشية على اليمن واستقل بحكمها وتلقب بلقب ملوكها ومذكور ذلك في النقش المدون بحرف المسند عام (557) بعد الميلاد.
مقاسات السد القديم:
يبلغ ارتفاعه (18) متراً، وطوله بين الصدفين نحو (700) متر، وكان يروي نحو (10.000) هكتار من أراضي الجنتين.
وقد شيد السد على وادي (أذنة) بين الجبلين (البلق الشمالي والبلق الوسط)، وجبال البلق هي سلسة من الجبال تؤلف الحاجز الأخير للمرتفعات الشرقية قبل أن تلتقي بالصحراء. وهناك وديان تصب في (وادي أذنة) يصل عددها إلى سبعين وادياً تقريباً.
وإذا أردنا أن نستعرض المنشآت الأساسية للسد القديم.. فيمكن الإشارة إلى:
- سد مأرب نفسه أي جدار السد الذي يحجز الوادي.
- المصرفان الكبيران (الصدفان) اللذان تخرج بواسطتهما المياه من جانبي السد.
- القناتان الرئيسيتان اللتان تربطان المصرفين بالجنتين.
- شبكة الري المؤلفة من القنوات الفرعية التي تروي القرى والحقول.
- حقول الجنتين (يمين وشمال) بأشكالها المربعة والمستطيلة بأرض الجنتين بوادي سبأ.
حقائق وأرقام عن سد مأرب القديم:
دلت الآثار الحميرية القديمة أن أول من بنى السد هو (علي ينوف وابنه تبع آمر) وذلك في عام (700) قبل الميلاد وكان يسمى حينذاك (عرما يمأرب).
وقد أعيد ترميم السد أربع مرات نتيجة الفيضانات الكبيرة، وقد قام بالترميم الرابع أبرهة الحبشي في عام (557) بعد الميلاد.. حيث بلغ ارتفاع السد القديم (18) متراً، وطوله (600) متر، ومساحة بحيرة السد قديماً (مشاركه مميزة كيلو مترات مربعة، في حين السعة الإجمالية لحوض التخزين يصل إلى (55) مليون متر مكعب، أما حجم الطمي النازل سنوياً إلى داخل بحيرة السد حوالى مليوني ونصف متر مكعب، ويبلغ متوسط قوة اندفاع السيول في السد لمدة عامين حوالى (950) متراً مكعباً في الثانية ومتوسط عشر سنوات (3750) متراً مكعباً في الثانية، ومتوسط مائة عام حوالى (7250) متراً مكعباً في الثانية.
ولهذا فطاقة أي سد عادي حينئذٍ لا تقدر على استيعاب تلك السيول وطميها وقوة اندفاعها بل أن جسم أي سد عادي لا يمكن أن يصمد أمامها لفترة أكثر من قرن، ولهذا فإن سد مأرب العظيم قد صمم وشيد بدقة ومتانة وإحكام بحيث يخدم الغرض منه قروناً طويلة وبحيث لا ينهدم السد ومرافقه جميعها وإن انكسر جداره مرة في كل قرن وإنما يكون الانكسار بمثابة (تنفيس) لباطن السد الممتلئ بالطمي وبعد هذا الانفجار يمكن إزالة الطمي بواسطة الأيدي العاملة وبحسب الإمكانات المتاحة والمتوافرة آنذاك.
في حين تقدر قدرة طاقة القناتين الرئيسيتين معاً بحوالى (60) متراً مكعباً في الثانية، أما مساحة الأراضي التي كان يسقيها السد قديماً بحوالى(10.000) هكتار، ومساحة الأراضي الواقعة على يمين الوادي (الجنة اليمنى) أكبر من مساحة الأراضي الواقعة على يسار الوادي (الجنة اليسرى)، وكانت الأراضي المزروعة آنذاك تكفي لإطعام من (30.000) إلى (50.000) نسمة.
سد مأرب الجديد:
شيد في عهد الرجل الصالح محقق الوحدة اليمنية والتنمية والديمقراطية فخامة الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله وبدعم الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله حيث تم افتتاحه وتدشينه يوم الأحد 21 ديسمبر 1986م.
صور تفصيلية لموقع وبقايا سد مأرب العظيم رمز التاريخ اليمني
موقع السد القديم
صورة اخرى
البوابة الجنوبية لا زالت باقية تشهد على قوة وحكمة وحضارة مدنية لم يشهد التاريخ لها مثيل الصورة من اعلى
صورة من اسفل
اتمنى لكم الفائده
وشكرا