سيرة الشاعر محمد محمود الزبيري
(ذكر معجم الأدباء الإسلاميين عن الزبيري ، إذا أردت أن تتحدث عن اليمن فلا بد لك أن تذكر الزبيري ، وإذا أردت أن تتحدث عن الشعر في اليمن فلا بد لك أن تذكر الزبيري وشعره ، فإنك لم تتحدث عن أهم دعائم هذه الثورة ، فالزبيري شاعر أشعل ثورة اليمن بشعره ، وقاد مسيرتها بشعره أيضاً ، وهو لذلك استحق من مواطنيه أن يلقب بأبي الأحرار وشاعر الثوار .)
وهذا مقال موثق يروي سيرة الشاعر الشهيد محمد محمود الزبيري كتب المقال الدكتور / كريم زغير المالكي
مع التوثيق والمراجع مع شكرنا للدكتور ، والمقال منقول من صحيفة 26 سبتمبر العدد 1194، وقد قمت بعمل بعض التعديلات لاحتوائه على بعض الأخطاء اللغوية والطباعية
أحمد بن ناصر الرازحي
وهذا نص مقال الدكتور كريم زغير المالكي عن سيرة الشاعر
)) ولد في صنعاء سنة 1919م وترعرع في أسرة عريقة ، حيث برز فيها قضاة وعلماء وشعراء ، وتعلم الزبيري القرآن وحفظه وهو صغيراً ، وكان الناس يحبون سماعه منه لحلاوة صوته .
وقد طلب العلم بين الكتّاب والمدرسة العلمية والجامع الكبير بصنعاء ، وكان يقضي أوقاته في المطالعة والتأمل في الحياة ، فنشأ مرهف الإحساس والشعور ، فنظم الشعر وهو دون العشرين من عمره (1) ، وتفتح على العصر وما يقتضيه من التجدد والتغيير السياسي ، وفيها اتصل برواد العمل السياسي المعارض لنظام الحكم أو المنافس له ، وممن اتصل بهم علي عبد الله الوزير الذي كان أقوى شخصية في أسرة آل الوزير المنافسة لأسرة بني حميد الدين (2).
وأول ظهور للزبيري كشاعر في عام 1938م ، حينا ذهب إلى أداء فريضة الحج وألقى بعض الأبيات هناك .
وبعد ذلك رحل من السعودية إلى مصر في عام 1939م بعد أن قضى عام واحد ، والتحق بدار العلوم بالقاهرة والتقى بشخصيات عدة حتى انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين وبعدها بدأت الحركة الوطنية بين الطلبة اليمنيين .
وقد أسس الزبيري وبعض رفاقه في القاهرة أول حركة منظمة لمعارضة الحكم الإمامي في اليمن في سبتمبر عام 1940م تحت اسم (كتيبة الشباب اليمني)(3) ، وشارك بعدد من القصائد في المناسبات القومية والإسلامية ، وتمكن من طرح قضية وطنه على الأوساط الثقافية والإسلامية ، وجعل جريدة الصداقة المصرية التي كان يترأسها عبد الغني الرافعي تتبنى القضية اليمنية من وجهة نظر الأحرار المنادين بتحرير اليمن من الحكم الاستبدادي المطلق ، ومن ربقة التخلف والفقر والجهل والمرض(4) .
في عام 1942م قطع الزبيري دراسته في القاهرة عائداً إلى اليمن الذي يرى أن الأوضاع المتردية التي كانت تكتنف اليمن حين ذاك تحت حكم الأئمة من أسرة حميد الدين يتطلب إنقاذ الوضع ببذل الجهد الكبير وقد صور هذه الحالة قائلاً :
ماذا دهى قحطان في لحظاتهم بؤس وفي كلماته آلام
جهل وأمراض وظلم فـــادح ومخافة ومجاعة وإمام
وعند قدومه إلى اليمن قدم مذكرة للإمام المتوكل يحيى حميد الدين تتضمن مشروع لإنشاء (جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وقد حددت هذه الجمعية مطالبها شملت ما يلي :
1- جعل الواجبات المالية أمانة على أربابها .
2- إسقاط الواجبات الجمركية وزكاة الباطن والضرائب .
3- النظر في تحسين أحوال أرباب الدوائر الحكومية كلها بلا استثناء بزيادة مماشاتها سرا لباب سد ذريعة الرشوة ونهب الضعفاء(5) .
كما ألقى خطبة في الجامع الكبير بصنعاء ، الأمر الذي أغضب الإمام يحيى ، وعلى إثر ذلك أودع الزبيري السجن من قبل الإمام يحيى ، مع عدد من شباب اليمن الأحرار في سجن الأهنوم ، وفي أثناء السجن انصرف للصلاة وتلاوة القرآن الكريم والذكر والتأمل وكتابة الشعر ، وبعد مرور تسعة أشهر في السجن ، خرج الزبيري وصور ذلك قائلاً :
خرجنا من السجن شم الأنوف كما تخرج الأسد من غابهــــــا
نمر على شفرات السيوف وتأتي المنية من بابهـــــــــــــــا
وتأتي الحياة إذا دنـــــــست بعسف الطغاة وإرهابهــــــــا
وبعد ذلك رأى الزبيري بأن يقوم بمد الجسور مع ولي العهد أحمد نجل الإمام يحيى مع كثير من المثقفين ، كونهم رأوا فيه في البداية أملاً منقذا لهم(6) ورفعة إلى تبني الإصلاح الوطني ، فمدحه الزبيري بعدد من القصائد كان يسميها فيما بعد (الوثنيات)(7) .
لكنهم سرعان ما أدركوا بأنه يسير على نهج أبيه ، فخرجوا بدعوتهم الإصلاحية فارين إلى عدن التي كانت متنفسا للأحرار(مشاركه مميزة
في عدن بدأت مرحلة جديدة في الكفاح والنضال وهي أخصب المراحل ، وأغناها بالإنتاج الفكري والإبداع الأدبي ، والنشاط العلمي ، وكان شعر الزبيري في هذه المرحلة هو الصوت الأعلى للحركة الوطنية في اليمن ، بل كان هو الرعود المزمجرة التي ترددت جلجلتها المدوية بين جبال اليمن ووديانه، ولهجت به الألسن في كل مكان من مدن اليمن في الشمال والجنوب ، بل وفي أرياف اليمن وقراه النائية . حيث أسس الزبيري مع رفيق كفاحه أحمد محمد نعمان حزب الأحرار سنة 1944م الذي تحول اسمه إلى الجمعية اليمانية الكبرى عام 1946م وأصدر صحيفة (صوت اليمن) حددوا فيها أهدافهم ، وانتقدوا الإمام ، وطالبوا بدرجة أساسية بوجود برلمان تتمثل فيه القبائل اليمنية والأعيان والوجهاء(9) .
وفي هذه الأثناء كان الإمام يحيى يتابع نشاط الأحرار ولذلك قام بدعوة النعمان والزبيري إلى صنعاء لإجراء محادثات ولكنهما رفضا، ولذلك طالب السلطات الانكليزية بخطر نشاطهم ولكنه لم ينجح ، فأرسل ابنه إلى عدن لمقابلة الزبيري والنعمان في (1/ نيسان 1946م) في محاولة لإقناع الزبيري والنعمان بالعودة إلى الوطن وأعطاهم وعوداً لتطبيق برنامج شامل يتضمن تحسين العلاقات مع الدول العربية ، وإقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الإسلامية ، والنهضة بالصناعة والتنقيب عن كنوز اليمن ، وبعد محادثات دامت شهرا مع الأحرار اليمنيين لم يتفق الجانبين لأن الأحرار حددوا شروطهم قبل هذا الوقت .
وفي ضوء ذلك انضم الأمير إبراهيم يحيى حميد الدين إلى الأحرار عام 1946م ووافق على برنامجهم بعد أن جاء إليهم إلى عدن ، وبذلك ازدادت أهمية حركة الأحرار داخليا وخارجيا .
ومع ذلك كان التوتر مستمر مع بريطانيا والمملكة المتوكلية بسبب مساعدة بريطانيا إلى المعارضة في عدن ، ولكن نجد أن الزبيري يرفض التعامل مع البريطانيين (10) ، واستمر الكفاح حتى قيام ثورة 1948م (11) الدستورية ضد الإمامة المستبدة في الشمال ، ونصب عبدالله الوزير إماما جديدا لحكم دستوري شرعي ، وكان للأخوان المسلمين والفضيل الورتلاني الدور الرئيسي في الثورة(12) ، والتي انتهت بالفشل ، وانتهى العديد من قادتها بالإعدام من قبل الإمام أحمد الذي خلف والده ، وسجن المئات من الأحرار ، وتشرد عدد منهم ، أبرزهم الشهيد محمد محمود الزبيري (13) .
فعاد الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين نجل الإمام المقتول ليبطش بكل رجالات الثورة ، وليفتح صنعاء أمام القبائل التي ناصرته للنهب والسلب ، وفي هذه الأثناء كان الزبيري في السعودية الأمر الذي نجاه من بطش النظام الحاكم ، ولم يكن هنالك باب من أبواب الدول العربية مفتوحاً أمام الزبيري ، فغادر من السعودية إلى باكستان ، وطلبت منه باكستان بأ لا يمارس أي نشاط سياسي وأجري له مرتب ضئيل ، وقام بعمل من أجل يوصل صوته إلى اليمن هو أن يذيع حديث ديني أسبوعي من إذاعة باكستان ، فأقبل الناس في اليمن على الاستماع لهذا الحديث أسبوعيا ، فكان بالنسبة لهم خطابا سياسيا مباشراً موجهاً إليهم ، إضافة إلى شعره في باكستان(14) ، لأن الزبيري جعل أحاديثه حول مبادئ الإسلام الداعية إلى العدالة والمنددة بالظلم والظالمين ، وما لقيه أحرارها المصرعون بسيف الجلاد الإمام أحمد والمعتقلون في السجون الرهيبة(15) .النعمان بتجميع صفوف الطلاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وفي عام 1952م غادر الزبيري باكستان إلى مصر لسماعه بثورة يوليو 1952م ، حيث بدأ نشاطه مع رفيق
(ذكر معجم الأدباء الإسلاميين عن الزبيري ، إذا أردت أن تتحدث عن اليمن فلا بد لك أن تذكر الزبيري ، وإذا أردت أن تتحدث عن الشعر في اليمن فلا بد لك أن تذكر الزبيري وشعره ، فإنك لم تتحدث عن أهم دعائم هذه الثورة ، فالزبيري شاعر أشعل ثورة اليمن بشعره ، وقاد مسيرتها بشعره أيضاً ، وهو لذلك استحق من مواطنيه أن يلقب بأبي الأحرار وشاعر الثوار .)
وهذا مقال موثق يروي سيرة الشاعر الشهيد محمد محمود الزبيري كتب المقال الدكتور / كريم زغير المالكي
مع التوثيق والمراجع مع شكرنا للدكتور ، والمقال منقول من صحيفة 26 سبتمبر العدد 1194، وقد قمت بعمل بعض التعديلات لاحتوائه على بعض الأخطاء اللغوية والطباعية
أحمد بن ناصر الرازحي
وهذا نص مقال الدكتور كريم زغير المالكي عن سيرة الشاعر
)) ولد في صنعاء سنة 1919م وترعرع في أسرة عريقة ، حيث برز فيها قضاة وعلماء وشعراء ، وتعلم الزبيري القرآن وحفظه وهو صغيراً ، وكان الناس يحبون سماعه منه لحلاوة صوته .
وقد طلب العلم بين الكتّاب والمدرسة العلمية والجامع الكبير بصنعاء ، وكان يقضي أوقاته في المطالعة والتأمل في الحياة ، فنشأ مرهف الإحساس والشعور ، فنظم الشعر وهو دون العشرين من عمره (1) ، وتفتح على العصر وما يقتضيه من التجدد والتغيير السياسي ، وفيها اتصل برواد العمل السياسي المعارض لنظام الحكم أو المنافس له ، وممن اتصل بهم علي عبد الله الوزير الذي كان أقوى شخصية في أسرة آل الوزير المنافسة لأسرة بني حميد الدين (2).
وأول ظهور للزبيري كشاعر في عام 1938م ، حينا ذهب إلى أداء فريضة الحج وألقى بعض الأبيات هناك .
وبعد ذلك رحل من السعودية إلى مصر في عام 1939م بعد أن قضى عام واحد ، والتحق بدار العلوم بالقاهرة والتقى بشخصيات عدة حتى انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين وبعدها بدأت الحركة الوطنية بين الطلبة اليمنيين .
وقد أسس الزبيري وبعض رفاقه في القاهرة أول حركة منظمة لمعارضة الحكم الإمامي في اليمن في سبتمبر عام 1940م تحت اسم (كتيبة الشباب اليمني)(3) ، وشارك بعدد من القصائد في المناسبات القومية والإسلامية ، وتمكن من طرح قضية وطنه على الأوساط الثقافية والإسلامية ، وجعل جريدة الصداقة المصرية التي كان يترأسها عبد الغني الرافعي تتبنى القضية اليمنية من وجهة نظر الأحرار المنادين بتحرير اليمن من الحكم الاستبدادي المطلق ، ومن ربقة التخلف والفقر والجهل والمرض(4) .
في عام 1942م قطع الزبيري دراسته في القاهرة عائداً إلى اليمن الذي يرى أن الأوضاع المتردية التي كانت تكتنف اليمن حين ذاك تحت حكم الأئمة من أسرة حميد الدين يتطلب إنقاذ الوضع ببذل الجهد الكبير وقد صور هذه الحالة قائلاً :
ماذا دهى قحطان في لحظاتهم بؤس وفي كلماته آلام
جهل وأمراض وظلم فـــادح ومخافة ومجاعة وإمام
وعند قدومه إلى اليمن قدم مذكرة للإمام المتوكل يحيى حميد الدين تتضمن مشروع لإنشاء (جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وقد حددت هذه الجمعية مطالبها شملت ما يلي :
1- جعل الواجبات المالية أمانة على أربابها .
2- إسقاط الواجبات الجمركية وزكاة الباطن والضرائب .
3- النظر في تحسين أحوال أرباب الدوائر الحكومية كلها بلا استثناء بزيادة مماشاتها سرا لباب سد ذريعة الرشوة ونهب الضعفاء(5) .
كما ألقى خطبة في الجامع الكبير بصنعاء ، الأمر الذي أغضب الإمام يحيى ، وعلى إثر ذلك أودع الزبيري السجن من قبل الإمام يحيى ، مع عدد من شباب اليمن الأحرار في سجن الأهنوم ، وفي أثناء السجن انصرف للصلاة وتلاوة القرآن الكريم والذكر والتأمل وكتابة الشعر ، وبعد مرور تسعة أشهر في السجن ، خرج الزبيري وصور ذلك قائلاً :
خرجنا من السجن شم الأنوف كما تخرج الأسد من غابهــــــا
نمر على شفرات السيوف وتأتي المنية من بابهـــــــــــــــا
وتأتي الحياة إذا دنـــــــست بعسف الطغاة وإرهابهــــــــا
وبعد ذلك رأى الزبيري بأن يقوم بمد الجسور مع ولي العهد أحمد نجل الإمام يحيى مع كثير من المثقفين ، كونهم رأوا فيه في البداية أملاً منقذا لهم(6) ورفعة إلى تبني الإصلاح الوطني ، فمدحه الزبيري بعدد من القصائد كان يسميها فيما بعد (الوثنيات)(7) .
لكنهم سرعان ما أدركوا بأنه يسير على نهج أبيه ، فخرجوا بدعوتهم الإصلاحية فارين إلى عدن التي كانت متنفسا للأحرار(مشاركه مميزة
في عدن بدأت مرحلة جديدة في الكفاح والنضال وهي أخصب المراحل ، وأغناها بالإنتاج الفكري والإبداع الأدبي ، والنشاط العلمي ، وكان شعر الزبيري في هذه المرحلة هو الصوت الأعلى للحركة الوطنية في اليمن ، بل كان هو الرعود المزمجرة التي ترددت جلجلتها المدوية بين جبال اليمن ووديانه، ولهجت به الألسن في كل مكان من مدن اليمن في الشمال والجنوب ، بل وفي أرياف اليمن وقراه النائية . حيث أسس الزبيري مع رفيق كفاحه أحمد محمد نعمان حزب الأحرار سنة 1944م الذي تحول اسمه إلى الجمعية اليمانية الكبرى عام 1946م وأصدر صحيفة (صوت اليمن) حددوا فيها أهدافهم ، وانتقدوا الإمام ، وطالبوا بدرجة أساسية بوجود برلمان تتمثل فيه القبائل اليمنية والأعيان والوجهاء(9) .
وفي هذه الأثناء كان الإمام يحيى يتابع نشاط الأحرار ولذلك قام بدعوة النعمان والزبيري إلى صنعاء لإجراء محادثات ولكنهما رفضا، ولذلك طالب السلطات الانكليزية بخطر نشاطهم ولكنه لم ينجح ، فأرسل ابنه إلى عدن لمقابلة الزبيري والنعمان في (1/ نيسان 1946م) في محاولة لإقناع الزبيري والنعمان بالعودة إلى الوطن وأعطاهم وعوداً لتطبيق برنامج شامل يتضمن تحسين العلاقات مع الدول العربية ، وإقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الإسلامية ، والنهضة بالصناعة والتنقيب عن كنوز اليمن ، وبعد محادثات دامت شهرا مع الأحرار اليمنيين لم يتفق الجانبين لأن الأحرار حددوا شروطهم قبل هذا الوقت .
وفي ضوء ذلك انضم الأمير إبراهيم يحيى حميد الدين إلى الأحرار عام 1946م ووافق على برنامجهم بعد أن جاء إليهم إلى عدن ، وبذلك ازدادت أهمية حركة الأحرار داخليا وخارجيا .
ومع ذلك كان التوتر مستمر مع بريطانيا والمملكة المتوكلية بسبب مساعدة بريطانيا إلى المعارضة في عدن ، ولكن نجد أن الزبيري يرفض التعامل مع البريطانيين (10) ، واستمر الكفاح حتى قيام ثورة 1948م (11) الدستورية ضد الإمامة المستبدة في الشمال ، ونصب عبدالله الوزير إماما جديدا لحكم دستوري شرعي ، وكان للأخوان المسلمين والفضيل الورتلاني الدور الرئيسي في الثورة(12) ، والتي انتهت بالفشل ، وانتهى العديد من قادتها بالإعدام من قبل الإمام أحمد الذي خلف والده ، وسجن المئات من الأحرار ، وتشرد عدد منهم ، أبرزهم الشهيد محمد محمود الزبيري (13) .
فعاد الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين نجل الإمام المقتول ليبطش بكل رجالات الثورة ، وليفتح صنعاء أمام القبائل التي ناصرته للنهب والسلب ، وفي هذه الأثناء كان الزبيري في السعودية الأمر الذي نجاه من بطش النظام الحاكم ، ولم يكن هنالك باب من أبواب الدول العربية مفتوحاً أمام الزبيري ، فغادر من السعودية إلى باكستان ، وطلبت منه باكستان بأ لا يمارس أي نشاط سياسي وأجري له مرتب ضئيل ، وقام بعمل من أجل يوصل صوته إلى اليمن هو أن يذيع حديث ديني أسبوعي من إذاعة باكستان ، فأقبل الناس في اليمن على الاستماع لهذا الحديث أسبوعيا ، فكان بالنسبة لهم خطابا سياسيا مباشراً موجهاً إليهم ، إضافة إلى شعره في باكستان(14) ، لأن الزبيري جعل أحاديثه حول مبادئ الإسلام الداعية إلى العدالة والمنددة بالظلم والظالمين ، وما لقيه أحرارها المصرعون بسيف الجلاد الإمام أحمد والمعتقلون في السجون الرهيبة(15) .النعمان بتجميع صفوف الطلاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وفي عام 1952م غادر الزبيري باكستان إلى مصر لسماعه بثورة يوليو 1952م ، حيث بدأ نشاطه مع رفيق